ملوك الثاني 10:1-36, ملوك الثاني 11:1-21 NAV

ملوك الثاني 10:1-36

مقتل عائلة آخاب

وَكَانَ لأَخْآبَ سَبْعُونَ ابْناً يُقِيمُونَ فِي السَّامِرَةِ، فَكَتَبَ يَاهُو رَسَائِلَ بَعَثَ بِها إِلَى شُيُوخِ مَدِينَةِ يَزْرَعِيلَ وَإِلَى الْأَوْصِيَاءِ عَلَى أَبْنَاءِ آخْابَ قَائِلاً: «مِنْ حَيْثُ أَنَّ أَبْنَاءَ سَيِّدِكُمْ لَدَيْكُمْ، وَمِنْ حَيْثُ أَنَّكُمْ تَمْتَلِكُونَ مَرْكَبَاتٍ وَخَيْلاً وَتَعْتَصِمُونَ بِمَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ، وَعِنْدَكُمْ سِلاحٌ، فَعِنْدَ تَلَقِّيكُمْ هَذِهِ الرِّسَالَةَ اخْتَارُوا الأَفْضَلَ مِنْ أَبْنَاءِ سَيِّدِكُمْ وَنَصِّبُوهُ مَلِكاً عَلَى عَرْشِ أَبِيهِ، وَدَافِعُوا عَنْ بَيْتِ مَوْلاكُمْ». فَاعْتَرَاهُمْ خَوْفٌ عَظِيمٌ وَقَالُوا: «هَا مَلِكَانِ قَدْ عَجَزَا عَنْ صَدِّهِ، فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَنْ نُوَاجِهَهُ؟» فَأَجَابَ مُدَبِّرُ الْقَصْرِ وَمُحَاِفظُ الْمَدِينَةِ والشُّيُوخُ وَالأَوْصِيَاءُ يَاهُو قَائِلِينَ: «نَحْنُ عَبِيدُكَ، وَسَنَفْعَلُ كُلَّ مَا تَأْمُرُ بِهِ. لَنْ يَمْلِكَ عَلَيْنَا سِوَاكَ. وَاصْنَعْ مَا يَرُوقُ لَكَ». فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ بِرِسَالَةٍ ثَانِيَةٍ قَائِلاً: «إِنْ كُنْتُمْ حَقّاً مِنْ أَنْصَارِي، وَتَأْتَمِرُونَ بِأَمْرِي، فَاقْطَعُوا رُؤُوسَ أَبْنَاءِ سَيِّدِكُمْ مِنَ الرِّجَالِ وَأَحْضِرُوهَا إِلَيَّ فِي يَزْرَعِيلَ، فِي نَحْوِ هَذَا الْوَقْتِ فِي يَوْمِ الْغَدِ». وَكَانَ أَبْنَاءُ الْمَلِكِ سَبْعِينَ رَجُلاً يَعِيشُونَ فِي رِعَايَةِ أَشْرَافِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ تَعَهَّدُوهُمْ بِالتَّرْبِيَةِ. فَلَمَّا بَلَغَتْهُمْ رِسَالَةُ يَاهُو قَبَضُوا عَلَى الأُمَرَاءِ وَقَتَلُوا سَبْعِينَ رَجُلاً وَوَضَعُوا رُؤُوسَهُمْ فِي سِلالٍ وَأَرْسَلُوهَا إِلَيْهِ فِي يَزْرَعِيلَ. فَجَاءَ رَسُولٌ وَأَخْبَرَ يَاهُو قَائِلاً: «قَدْ أَحْضَرُوا رُؤُوسَ الأُمَرَاءِ» فَقَالَ: «اجْعَلُوهَا كُومَتَيْنِ فِي مَدْخَلِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ إِلَى الصَّبَاحِ». وَفِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي خَرَجَ وَقَالَ لِلشَّعْبِ الْمُتَجَمْهِرِ: «أَنْتُمْ أَبْرِيَاءُ، فَهَا أَنَا قَدْ تَمَرَّدْتُ عَلَى سَيِّدِي وَقَتَلْتُهُ، وَلَكِنْ مَنْ قَتَلَ كُلَّ هَؤُلاءِ؟ فَاعْلَمُوا الآنَ أَنَّهُ لَنْ تَسْقُطَ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِمَّا قَضَى بِهِ الرَّبُّ عَلَى بَيْتِ آخْابَ، وَقَدْ نَفَّذَ الرَّبُّ مَا نَطَقَ بِهِ عَلَى لِسَانِ عَبْدِهِ إِيلِيَّا». وَقَضَى يَاهُو عَلَى الْبَقِيَّةِ الْبَاقِيَةِ مِنْ نَسْلِ آخْابَ فِي يَزْرَعِيلَ، وَعَلَى كُلِّ عُظَمَائِهِ وَأَصْدِقَائِهِ وَكَهَنَتِهِ، فَلَمْ يُفْلِتْ لَهُ حَيٌّ.

ثُمَّ تَوَجَّهَ مِنْ هُنَاكَ نَحْوَ السَّامِرَةِ. وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى جُوَارِ بَيْتِ عَقْدِ الرُّعَاةِ فِي الطَّرِيقِ، صَادَفَ يَاهُو إِخْوَةَ أَخَزْيَا مَلِكِ يَهُوذا، فَسَأَلَهُمْ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» فَأَجَابُوا: «نَحْنُ إِخْوَةُ أَخَزْيَا، وَنَحْنُ قَادِمُونَ لِزِيَارَةِ أَبْنَاءِ الْمَلِكِ وَالْمَلِكَةِ إِيزَابِلَ». فَقَالَ: «اقْبِضُوا عَلَيْهِمْ أَحْيَاءَ». فَقَبَضُوا عَلَيْهِمْ أَحْيَاءَ وَقَتَلُوهُمْ جَمِيعاً عِنْدَ بِئْرِ بَيْتِ عَقْدٍ، وَعَدَدُهُمْ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ رَجُلاً.

ثُمَّ انْطَلَقَ مِنْ هُنَاكَ فَالْتَقَى يَهُونَادَابَ بْنَ رَكَابَ، الَّذِي كَانَ قَادِماً لِمُقَابَلَتِهِ، فَحَيَّاهُ يَاهُو ثُمَّ سَأَلَهُ: «هَلْ قَلْبُكَ مُخْلِصٌ لِقَلْبِي مِثْلَ إِخْلاصِ قَلْبِي لِقَلْبِكَ؟» فَأَجَابَهُ يَهُونَادَابُ: «نَعَمْ». فَقَالَ يَاهُو: «إِذَنْ هَاتِ يَدَكَ». فَمَدَّ إِلَيْهِ يَدَهُ فَأَصْعَدَهُ مَعَهُ إِلَى الْمَرْكَبَةِ، وَقَالَ: «تَعَالَ مَعِي لِتَرَى مَدَى غَيْرَتِي لِلرَّبِّ»، وَهَكَذَا أَرْكَبَهُ مَعَهُ فِي الْمَرْكَبَةِ. وَعِنْدَمَا وَصَلَ يَاهُو إِلَى السَّامِرَةِ أَهْلَكَ جَمِيعَ مَنْ بَقِيَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آخْابَ، فَأَفْنَاهُمْ بِمُوْجِبِ قَضَاءِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.

مذبحة عَبَدَة البعل

ثُمَّ جَمَعَ يَاهُو كُلَّ الشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: «لَقَدْ عَبَدَ آخْابُ الْبَعْلَ عِبَادَةً طَفِيفَةً، أَمَّا أَنَا فَأُغَالِي فِي عِبَادَتِهِ. فَادْعُوا إِلَيَّ الآنَ جَمِيعَ أَنْبِيَاءِ الْبَعْلِ وَكُلَّ كَهَنَتِهِ وَالْمُتَعَبِّدِينَ لَهُ. لَا يَتَخَلَّفْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، لأَنَّنِي عَازِمٌ أَنْ أُقَرِّبَ ذَبِيحَةً عَظِيمَةً لِلْبَعْلِ. وَكُلُّ مَنْ يَتَخَلَّفُ عَنِ الْحُضُورِ يَمُوتُ». وَكَانَ ذَلِكَ مَكِيدَةً مِنْهُ لِكَيْ يَسْتَأْصِلَ عَبَدَةَ الْبَعْلِ. وَقَالَ يَاهُو: «أَقِيمُوا مَحْفَلاً مُقَدَّساً لِلْبَعْلِ». فَنَادَوْا بِهِ. وَاسْتَدْعَى يَاهُو جَمِيعَ عَبَدَةِ الْبَعْلِ مِنْ كُلِّ إِسْرَائِيلَ، فَلَمْ يَتَخَلَّفْ أَحَدٌ مِنْهُمْ، وَدَخَلُوا مَعْبَدَ الْبَعْلِ فَامْتَلأَ بِهِمِ الْمَكَانُ، فَقَالَ لِلْمُشْرِفِ عَلَى الْمَلابِسِ: «وَزِّعْ مَلابِسَ عَلَى كُلِّ عَبَدَةِ الْبَعْلِ». فَأَخْرَجَهَا وَوَزَّعَهَا عَلَيْهِمْ. ثُمَّ دَخَلَ يَاهُو وَيَهُونَادَابُ بْنُ رَكَابَ إِلَى مَعْبَدِ الْبَعْلِ، وَقَالَ لَهُمْ: «فَتِّشُوا إِنْ كَانَ قَدِ انْدَسَّ بَيْنَكُمْ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ الرَّبِّ، إِذْ لَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هُنَا سِوَى عَبَدَةِ الْبَعْلِ فَقَطْ». وَهَكَذَا دَخَلُوا لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ. وَكَانَ يَاهُو قَدْ رَصَدَ كَمِيناً مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلاً خَارِجَ الْمَعْبَدِ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ أَفْلَتَ مِنْكُمْ أَحَدٌ مِنْ عَبَدَةِ الْبَعْلِ تَكُونُ أَنْفُسُكُمْ عِوَضاً عَنْهُ». وَعِنْدَمَا فَرَغَ يَاهُو مِنْ تَقْرِيبِ الْمُحْرَقَةِ، قَالَ لِلْحُرَّاسِ وَالضُّبَّاطِ: «ادْخُلُوا وَأَهْلِكُوهُمْ! لَا يُفْلِتْ مِنْهُمْ أَحَدٌ». فَأَبَادُوهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَطَرَحُوا جُثَثَهُمْ. ثُمَّ تَوَجَّهُوا نَحْوَ الْمِحْرَابِ الدَّاخِلِيِّ لِمَعْبَدِ الْبَعْلِ، فَأَخْرَجُوا التَّمَاثِيلَ وَأَحْرَقُوهَا، وَحَطَّمُوا تِمْثَالَ الْبَعْلِ، وَهَدَمُوا الْمَعْبَدَ وَحَوَّلُوهُ إِلَى مَزْبَلَةٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.

وَاسْتَأْصَلَ يَاهُو عِبَادَةَ الْبَعْلِ مِنْ إِسْرَائِيلَ. وَلَكِنَّهُ لَمْ يَحِدْ عَنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّتِي اسْتَغْوَى بِها الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَجَعَلَهُمْ يُخْطِئُونَ، إِذْ أَبْقَى عَلَى عُجُولِ الذَّهَبِ الَّتِي فِي بَيْتِ إِيلَ وَفِي دَانَ. وَقَالَ الرَّبُّ لِيَاهُو: «مِنْ حَيْثُ إِنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ بِتَنْفِيذِ مَا هُوَ صَالِحٌ فِي عَيْنَيَّ، وَأَجْرَيْتَ عَلَى بَيْتِ آخْابَ مَا أَضْمَرْتُهُ فِي قَلْبِي، فَإِنَّ أَبْنَاءَكَ يَتَرَبَّعُونَ عَلَى عَرْشِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْجِيلِ الرَّابِعِ». وَلَكِنَّ يَاهُو لَمْ يَحْرِصْ عَلَى السُّلُوكِ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ، إِذْ وَاظَبَ عَلَى ارْتِكَابِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّتِي اسْتَغْوَى بِها الإِسْرَائِيلِيِّينَ وَجَعَلَهُمْ يُخْطِئُونَ.

وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ بَدَأَ الرَّبُّ يُخَفِّضُ مِنْ مِسَاحَةِ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، فَاسْتَوْلَى حَزَائِيلُ عَلَى أَجْزَاءَ كَبِيرَةٍ مِنْ مَنَاطِقِهِمْ. ابْتِدَاءً مِنْ شَرْقِيِّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، بِمَا فِي ذَلِكَ أَرْضُ جِلْعَادَ، أَرْضُ الْجَادِيِّينَ وَالرَّأُوبَيْنِيِّينَ، وَالْمَنَسِّيِّينَ، مِنْ عَرُوعِيرَ الْقَائِمَةِ عَلَى وَادِي أَرْنُونَ وَجِلْعَادَ وَبَاشَانَ. أَمَّا بَقِيَّةُ أَخْبَارِ يَاهُو وَكُلُّ مَا عَمِلَهُ أَلَيْسَتْ هِيَ مُدَوَّنَةً فِي كِتَابِ أَخْبَارِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ وَمَاتَ يَاهُو وَدُفِنَ فِي السَّامِرَةِ وَخَلَفَهُ ابْنُهُ يَهُوأَحَازُ. وَدَامَ مُلْكُ يَاهُو عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ ثَمَانِيَ وَعِشْرِينَ سَنَةً.

Read More of ملوك الثاني 10

ملوك الثاني 11:1-21

عثليا ويوآش

وَعِنْدَمَا بَلَغَ عَثَلْيَا أُمَّ أَخَزْيَا أَنَّ ابْنَهَا قَدْ قُتِلَ عَمَدَتْ إِلَى إِبَادَةِ النَّسْلِ الْمَلَكِيِّ. وَلَمْ يَنْجُ مِنَ الْمَوْتِ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ أَبْنَاءِ الْمَلِكِ الَّذِينَ قَتَلَتْهُمْ جَدَّتُهُمْ عَثَلْيَا سِوَى يُوآشُ بْنُ أَخَزْيَا الَّذِي اخْتَطَفَتْهُ عَمَّتُهُ يَهُوشَبَعُ بِنْتُ الْمَلِكِ يُورَامَ مَعَ مُرْضِعَتِهِ مِنْ مُخْدَعِ النَّوْمِ وَخَبَّأَتْهُ عَنْ عَيْنَيِ عَثَلْيَا. وَظَلَّ يَهُوآشُ مُخْتَبِئاً مَعَ مُرْضِعَتِهِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ مُدَّةَ سِتِّ سَنَوَاتٍ، كَانَتْ عَثَلْيَا فِي أَثْنَائِهَا مُتَرَبِّعَةً عَلَى عَرْشِ يَهُوذَا.

وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ اسْتَدْعَى يَهُويَادَاعُ رُؤَسَاءَ الْمِئَاتِ مِنْ ضُبَّاطِ الْقَصْرِ وَحَرَسِ الْمَلِكَةِ، وَأَدْخَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، فَقَطَعَ مَعَهُمْ عَهْداً وَاسْتَحْلَفَهُمْ عَلَى الْكِتْمَانِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. ثُمَّ أَرَاهُمُ ابْنَ الْمَلِكِ. وَأَمَرَهُمْ قَائِلاً: «إِلَيْكُمْ مَا تَفْعَلُونَهُ. لِيَقُمْ ثُلْثُ الْحُرَّاسِ الْمُتَوَلِّينَ الْخِدْمَةَ يَوْمَ السَّبْتِ بِحِرَاسَةِ الْقَصْرِ. وَلْيَحْرُسِ الثُّلْثُ الثَّانِي بَابَ سُورٍ، أَمَّا الثُّلْثُ الثَّالِثُ فَلْيَتَوَلَّ حِرَاسَةَ الْبَابِ وَرَاءَ الْحَرَسِ الْمَلَكِيِّ. وَهَكَذَا تَقُومُونَ بِالدِّفَاعِ عَنِ الْقَصْرِ وَصَدِّ كُلِّ هُجُومٍ. وَعَلَى الْفِرْقَتَيْنِ الْمُعْفَاتَيْنِ مِنَ الْوَاجِبَاتِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ الْقِيَامُ بِحِرَاسَةِ بَيْتِ الرَّبِّ وَحِمَايَةِ الْمَلِكِ. فَتُحِيطُونَ بِالْمَلِكِ وَأَنْتُمْ مُدَجَّجُونَ بِالسِّلاحِ. وَاقْتُلُوا كُلَّ مَنْ يُحَاوِلُ أَنْ يَخْتَرِقَ الصُّفُوفَ إِلَيْهِ، وَلازِمُوا الْمَلِكَ فِي دُخُولِهِ وَخُرُوجِهِ». فَنَفَّذَ رُؤَسَاءُ الْمِئَاتِ أَوَامِرَ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ، وَأَحْضَرَ كُلٌّ مِنْهُمْ رِجَالَهُ سَوَاءَ كَانُوا مُعْفَيْنَ مِنْ خِدْمَةِ السَّبْتِ أَوِ الْمُكَلَّفِينَ بِها، إِلَى يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ. فَسَلَّمَ الْكَاهِنُ رُؤَسَاءَ الْمِئَاتِ حِرَابَ الْمَلِكِ دَاوُدَ وَأَتْرَاسَهُ الْمَحْفُوظَةَ فِي الْهَيْكَلِ، وَوَقَفَ الْحُرَّاسُ مُدَجَّجِينَ بِالسِّلاحِ مُحِيطِينَ بِمَخْبَإِ الْمَلِكِ وَحَوْلَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. وَأَخْرَجَ يَهُويَادَاعُ ابْنَ الْمَلِكِ وَتَوَّجَهُ، وَأَعْطَاهُ نُسْخَةً مِنْ شَهَادَةِ الْعَهْدِ، فَنَصَّبُوهُ مَلِكاً وَمَسَحُوهُ وَصَفَّقُوا هَاتِفِينَ: «لِيَحْيَ الْمَلِكُ».

وَحِينَ سَمِعَتْ عَثَلْيَا هُتَافَ الْحُرَّاسِ وَالشَّعْبِ، انْدَسَّتْ بَيْنَ الشَّعْبِ وَانْدَفَعَتْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، فَشَاهَدَتِ الْمَلِكَ مُنْتَصِباً عَلَى الْمِنْبَرِ وَفْقاً لِلتَّقْلِيدِ فِي تَتْوِيجِ الْمُلُوكِ، وَرُؤَسَاءُ الْحُرَّاسِ وَنَافِخُو الأَبْوَاقِ يُحِيطُونَ بِالْمَلِكِ، وَقَدِ امْتَزَجَتْ هُتَافَاتُ فَرَحِ الشَّعْبِ بِدَوِيِّ نَفْخِ الأَبْوَاقِ، فَشَقَّتْ عَثَلْيَا ثِيَابَهَا صَارِخَةً: «خِيَانَةٌ! خِيَانَةٌ!» فَأَمَرَ يَهُويَادَاعُ الْكَاهِنُ رُؤَسَاءَ الْمِئَاتِ مِنْ قَادَةِ الْجَيْشِ قَائِلاً: «خُذُوهَا إِلَى خَارِجِ الصُّفُوفِ وَاقْتُلُوا بِالسَّيْفِ كُلَّ مَنْ يُحَاوِلُ إِنْقَاذَهَا». لأَنَّ الْكَاهِنَ أَمَرَ أَنْ لَا تُقْتَلَ دَاخِلَ بَيْتِ الرَّبِّ. فَقَبَضُوا عَلَيْهَا وَجَرُّوهَا إِلَى الْمَدْخَلِ الَّذِي تَعْبُرُ مِنْهُ الْخَيْلُ إِلَى سَاحَةِ الْقَصْرِ حَيْثُ قُتِلَتْ هُنَاكَ.

وَأَبْرَمَ يَهُويَادَاعُ عَهْداً بَيْنَ الرَّبِّ مِنْ جِهَةٍ وَالْمَلِكِ والشَّعْبِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، حَتَّى يَكُونُوا شَعْباً لِلرَّبِّ، كَمَا أَبْرَمَ عَهْداً أَيْضاً بَيْنَ الْمَلِكِ وَالشَّعْبِ. ثُمَّ تَوَجَّهَ جَمِيعُ شَعْبِ الأَرْضِ إِلَى مَعْبَدِ الْبَعْلِ، وَهَدَمُوا مَذَابِحَهُ وَحَطَّمُوا تَمَاثِيلَهُ، وَقَتَلُوا مَتَّانَ كَاهِنَ الْبَعْلِ أَمَامَ الْمَذْبَحِ. وَأَقَامَ الْكَاهِنُ حُرَّاساً عَلَى بَيْتِ الرَّبِّ. وَاصْطَحَبَ مَعَهُ رُؤَسَاءَ الْمِئَاتِ والضُّبَّاطَ وَالْحَرَسَ وَسَائِرَ الشَّعْبِ الْحَاضِرِ هُنَاكَ، وَوَاكَبُوا الْمَلِكَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ عَبْرَ طَرِيقِ السُّعَاةِ إِلَى الْقَصْرِ حَيْثُ جَلَسَ عَلَى عَرْشِ الْمُلْكِ. وَعَمَّ الْفَرَحُ الشَّعْبَ، وَغَمَرَتِ الْطُمَأْنِينَةُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَثَلْيَا بِالسَّيْفِ عِنْدَ الْقَصْرِ. وَكَانَ يَهُوآشُ فِي السَّابِعَةِ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا اعْتَلَى الْعَرْشَ.

Read More of ملوك الثاني 11